باتت السيطرة العربية على منصات التتويج الإفريقية "دوري أبطال، وكأس اتحاد" مهددة بالتوقف، بعد أربعة مواسم متتالية فشلت فيها جميع أندية القارة في مجاراة نظيراتها في الشمال الإفريقي، فالموسم الجاري شهد تأهل ثلاثة أندية عربية إلى دور الأربعة في البطولتين (الهلال السوداني، ووفاق سطيف الجزائري، وإنبي المصري) وجميع تلك الأسماء تفتقد خبرة التعامل مع الأدوار النهائية في المنافسات القارية.
تأهل لنصف نهائي أبطال إفريقيا الهلال الذي يواجه في مباراته المقبلة مازيمبي الكونجولي الديمقراطي الذي أطاح بالنجم الساحلي، وفي الطرف الثاني يواجه هارتلاند النيجيري مواطنه كانو بيلارس، وجميع تلك الأندية لم يسبق لها الفوز بهذا اللقب، مما يعني أن القارة السمراء ستنتظر بطلا جديدا سيمثلها في كأس العالم للأندية التي تنظمها إمارة أبو ظبي خلال ديسمبر/كانون الأول عام 2009.
وتبقى الهلال في دوري الأبطال بعدما توالى سقوط الأندية العربية في الأدوار السابقة، فالبداية كانت مع الاتحاد الليبي وجمعية أولمبي الشلف الجزائري، والجيش الملكي المغربي، والإفريقي التونسي، وتلك الفرق خرجت من دور الـ32.
وتوالى الإخفاق العربي مع دور الـ16 الذي شهد المفاجأة غير المتوقعة بسقوط الأهلي المصري (حامل اللقب) أمام كانو بيلارس النيجيري بعدما تعادلا في القاهرة (2-2)، وودع البطولة أيضا الاتحاد الزموري للخميسات وأهلي طرابلس الليبي، ولم يتبق سوى ثلاثة أندية عربية في دور الـ8 (المجموعات)، وهي الهلال والمريخ السودانيان، والنجم الساحلي التونسي.
فرحة لاعبي الهلال
أوقعت القرعة قطبي الكرة السودانية الهلال والمريخ في المجموعة الأولى، والتي انتهت منافساتها بتأهل كانو بيلارس كمتصدر للترتيب بـ11 نقطة، وبعده الهلال ثانيا بفارق نقطة واحدة، فيما حل زيسكو الزامبي ثالثا بـ8 نقاط، وأخيرا المريخ رابعا بـ3 نقاط.
وفي المجموعة الثانية لم ينج النجم من دوامة سقوط الأندية العربية، فالفريق المتوج بلقب أبطال إفريقيا عام 2007 لم يتأهل لنصف النهائي بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته بفارق خمس نقاط عن المتصدر مازيمبي، وثلاث نقاط عن هارتلاند صاحب المرتبة الثانية.
وبالنظر إلى نتائج الفريقين (الهلال ومازيمبي) نجد أن الكفة متقاربة، ومن الصعب التنبؤ بهوية الطرف الفائز، فالفريق الكونجولي فاز في دور المجموعات بـ4 مباريات، وسجل 11 هدفا، وتلقت شباكه 4 أهداف، في المقابل نجد ممثل السودان والعرب الأخير حقق الفوز في 3 مواجهات، وتعادل مرة واحدة، محرزا 7 أهداف، وسكنت شباكه 5 أهداف.
ولا بد أن يستغل الهلال إقامة مباراة الذهاب (4 أكتوبر/تشرين الأول) على أرضه ووسط جماهيره، بتحقيق فوز مريح يساعده في حسم تأهله للمباراة النهائية قبل مواجهة الإياب.
يذكر أن لقب دوري الأبطال في نسخه الأربع السابقة كانت حكرا بين مصر وتونس، ففاز بها الأهلي ثلاث مرات (2005، و2006، و2008)، والنجم (2007).
كأس الاتحاد الإفريقي
إنبي يطمح في اللقب
شكل سقوط وفاق سطيف في الجولة الأخيرة وسط جماهيره أمام إنبي بنتيجة (3-0) صدمة قاسية للجماهير الجزائرية التي تنتظر فوز أنديتها على أي فريق مصري، خاصة وأن منتخبها ينتظر سقوط المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم (جنوب إفريقيا 2010) للعودة مجددا للمونديال بعد غياب طويل.
لكن فوز إنبي من منظور آخر ضمن لمصر خاصة وللعرب عامة مقعدا آخر في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، فتأهل سطيف وحيدا كان يجعل حظوظ العرب في نيل لقب تلك البطولة بنسبة 25%، أما تواجد النادي المصري في دور الأربعة فرفع النسبة إلى 50%.
ويلاقي إنبي في دور الأربعة الملعب المالي، فيما يواجه سطيف باييلسا يونايتد النيجيري، ولم يسبق لتلك الأندية أن فازت بكأس الاتحاد الإفريقي، وهذا يعني أن حظوظ جميع المتنافسين في الوصول للدور النهائي ونيل البطولة متساوية لدرجة كبيرة، وخاصة مع غياب الطرف صاحب الخبرة في التعامل مع النهائيات الإفريقية وإن كان سطيف سبق له الفوز بدوري الأبطال عام 1988.
شهد كأس الاتحاد مشاركة 10 أندية عربية في دور الـ32، وبانتهاء منافسات تلك المرحلة ودعت فرق خليج سرت وأهلي بني غازي (ليبيا)، والمغرب الفاسي المغربي، والملعب التونسي البطولة مبكرا، وفي دور الـ16 سقط شبيبة بجاية الجزائري، وقوافل قفصة التونسي.
وفي دور الـ16 (مكرر) سقط الأهلي المصري القادم من أبطال إفريقيا في مفاجأة صادمة جديدة لجماهيره، وتلك المرة أمام سانتوس الأنجولي، كما ودع المنافسات كل من الاتحاد الزموري المغربي، والصفاقسي التونسي، وأهلي طرابلس الليبي.
تبقت ثلاثة أندية في دور الـ8 (المجموعات)، فأوقعت القرعة كلا من إنبي وسطيف في المجموعة الأولى ليتأهلا معا لنصف النهائي، فيما فشل حرس الحدود في الصعود باحتلال المرتبة الرابعة والأخيرة في مجموعته الثانية.
يذكر أن النسخ الأربع الأخيرة من كأس الاتحاد الإفريقي سيطرت عليها أندية الصفاقسي (2007، و2008)، والنجم الساحلي (2006)، والجيش الملكي المغربي (2005).